[size=29]إمرأة تميل إلى الأرض الموات...
قبل الغروب الأخير...
كفّي عن الدوران في فلكي
فإني قد تعبت من الهوى
ومن النساءْ
وغدوت أعمى لا أرى
إلاّ بهاءك يملأ الدنيا
وقد كسّرتِ كل رغائبي
وزجاج ظلّي
إن للخمسين طاقتها على الذوبان
...فوضاها
...وفزاعات شرفتها
...وصمت طيورها الخرساء
ولها على شفق الغروب ضفيرة
لتؤجّل الموت الذي يأتي
ولها سراب فيه غابات
وواحات
وأنهار
وأسرار
واسراب من الذكرى
لنشهق حين يدخل من شقوق القلب
نور أو ضياء
ولها على طول الطريقِ
معابر للسرعة الرعناءِ
قنطرة لانحر نبض قلبي
فوق صخرتها
ونافذة ليتكيء المدى والريح
عند سرابها في ربعك الخالي
لافرق والخمسون باردة
كليل القطب
خالية
وموحشة
وقاحلة
ومافيها سوى موج الليالي
والنهارات الكسولة
كيف تنشر ظلّها الانثى بها
او كيف تشعل نارها
لتجيء في لهب
وترقص في دمائكَ
او تبادل دفئها
برمادك المطفأ ؟!
عبثاً ألوّح باليدينِ
لترفع المصباح شرفتها
عبثاً الوّح بالمناديل التي طرّزتها
بيدين ساهرتين في الكلمات
إني على قمم انتظارك واقفٌ
تتناوب الطرقات ظلك في الهجيرِ
لكي يمرّ الصيفُ
جمهورية العشّاق أنتِ زهورها
وعطورها
وطيورها
ولكي يكون لشمسها الألق الذي ترجو
وللأقمار هيبتها
تكفي التفاتتك الحميمة للسماءْ
ولكي ينام الناس ملء عيونهم
يكفي بأن تمضي لهم في الحلمِ
أو تروي لهم عن شهرزاد
وكيف تقضي ليلها الثالث
بعد الألف
لا تذكري شيئاً عن الغيلانِ
عن «ميدوزَ» هذا العصرِ
أو عن عاشقين رقابهم
في النطعِ
لا تتحدثي عن ذلك اللهب المقدس
كيف يخبو
بعد أن صنعت مراياها الجداول
من دخانهْ
كابرت أن الزهر في دربي
وأن الطير تصدح في دمي
كابرت أن القلب أقسى
من صخور الدربِ
يغمرني الشذى...
...ما زال وقع خطايّ
أعلى من مسيري
كي أشقّ لكِ الطريق
على هواي
فهيئي أملاً
لنحلم...
إننّي آتٍ
ولو دون جوادْ
مازلت تنتشرين بي
ويهزّ صفصافي
هبوبك.... [/size]